كتبت في مواضع اخرى عن انتشار هواجس المؤامرات في الشعوب العربية و الاسلامية، و في مصر خاصة بعد الثورة
و قابلية العقل العربي المعاصر على اللجوء الى التفسير التآمري للاحداث بدون أدلة و لا قرائن و لا شواهد، ضار بشدة لمجتمعاتنا اشد الضرر
لانها تلهينا عن تقصي الاسباب الحقيقية للامور، و تجعلنا نطارد اشباح وهمية، و تشعرنا بالعجز و قلة الحيلة
و يبدو ان هاجس المؤامرة ليس مقصورا على الشعب، بل هو متجذر في الاجهزة الحكومية ايضا، بما فيها الاجهزة الامنية
مثلا المخابرات العامة و المخابرات الحربية و الامن القومي و الامن الوطني
و الان هناك ادلة على ان من بيدهم السلطة و القرارات خاضعين لعقلية تآمرية مسيطرة على هذه الاجهزة الامنية التي ترفع لهم التقارير اليومية عن الحالة الامنية
هل تذكرون ما قاله عصام شرف بعد توليه الوزارة بأيام؟
الكلمات ما زالت في اذني : مخطط ممنهج لاشاعة الفوضى و اسقاط الدولة
و ما هي نظرة المجلس العسكري الحاكم للثورة؟
مختار الملا يتسائل: هل ما يحدث فى مصر الآن فوضى خلاقة؟ أم أنه الشرق الأوسط الكبير أم الفتنة الطائفية؟ هل تعطيل الدراسة وطلب تغيير المسئولين فى كل الأماكن لصالح الوطن؟
لماذا يقول اللواء اسماعيل عتمان لبثينة كامل ان الثوار كانوا بيمارسوا الجنس في ميدان التحرير، و قابضين بالدولار، و منظمات حقوق الانسان قبضوا بالدولار
و عندما التفى الرئيس الامريكي السابق كارتر مع المشير طنطاوي، قال الاخير ان فيديو الفتاة المسحولة ملفق و ان عساكر الجيش كانوا في الحقيقة يحاولون تغطيتها بملابسها التي وصفها بالاستفزازية او المثيرة
و الترجمة العربية للخبر في المصري اليوم
و وزير الداخلية السابق، منصور العيسوي، اكد في اكثر من مناسبة ان الشرطة لم تطلق رصاص و لا خرطوش في احداث محمد محمود في نوفمبر 2011. بل قال قبل ذلك ان اهالي الشهداء يظنون خطئا ان الشرطة هي التي قتلت ذويهم، بل قال ان من قتلوا قتلهم متظاهرين اخرين بالنبلة!
و من قبله صرح اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الاسبق ان عناصر اجنبية هي التي اطلقت الرصاص على المتظاهرين، مبرءا الشرطة من هذه التهمة
و هذه العقلية منتشرة بين اللواءات اصحاب لقب محلل استراتيجي، مثل عبد الحميد عمران في هذا الفيديو
و كلنا يعلم هجوم اللواء حسام سويلم على البرادعي و انه صديق المليونير اليهودي سوروس في مجموعة الازمة، و كذلك 6 ابريل و غيرهم
و ان الالتراس ماسونيين
و كذلك اللواء عبد المنعم كاطو مستشار المجلس العسكري و اتهامه مرشحين للرئاسة بانهم ممولين من الخارج
و كذلك اتهام الامن الوطني بأن الجامعة الامريكية تمارس انشطة مريبة، و التي هي في الحقيقة احتجاجات طلابية مشروعة، و لكن لا ترى العقلية الامنية الا "وقيعة" مع المجلس العسكري، و "انتقام" من جهاز الامن، في زعمه
هذه العقلية المتفشية في المجتمع، و في المؤسسة العسكرية، و دوائر صنع القرار ستضر الوطن ايما ضرر
و ستطيل امد الصراع بين النظام القديم و الثورة
و ستكبده خسائر جسيمة
و بالتالي فأي شخص يأتي كرئيس للدولة او رئيس للوزراء، سيقع تحت سيطرة هواجس المؤامرة، و يرى الثورة مخطط خارجي خطير لتدمير مصر و تقسيمها، و ان الثوار اما خونة ممولين من الخارج، او مخدوعين ينفذون المخطط و هم لا يشعرون
و يجب عليه مقاومة هذا المخطط المزعوم، و بالتالي الثورة تخسر، و النظام القديم يظل حاكما
Most Comments
Most commented on articles ...