كم هائل من الاشاعات يتم بثه كل يوم حول رئيس مصر الجديد محمد مرسي و ما فعل و ما لم يفعل، بدءا بان زوجته امرت بقطع اشجار نخيل في المنتزة كي تبني حمام سباحة خاص لها، و انتهاءا بان مرسي يصدر البنزين و الكهرباء لغزة و يحرم منهم المصريين
كل هذا مصدره بلا شك هو اعداء الثورة من الفلول و اعداء الاخوان من تيارات اخرى
و قليل من الناس من الانصاف في التعامل مع مرسي انه رئيس منتخب له شرعية و ان كان من تيار آخر
و لكن في وسط هذا الخضم المهول، بدأت تظهر بوادر ازدواجية و كذب في الافعال و التصريحات، و احصيت منها الآتي
نفي صدور عفو رئاسي عن وجدي غنيم
بداية، تصريحات وجدي غنيم خلال السنة الماضية اغلبها استفزازي بشدة و بالذات عندما يتعرض لمواضيع طائفية
و لكن وجدي غنيم مظلوم في قضية ملفقة بحكم عسكري مع آخرين، و رفع الظلم، حتى عن شخصية سيئة شئ محمود
و لو انه خرق القانون و حرض على الطائفية، فيجب تقديم بلاغات ضده كي يحاسب عليها
و لكن كل هذا ليس هو صلب الموضوع
الموضوع انه بعد تسرب انباء عن العفو الرئاسي عنه، قام المتحدث باسم الرئاسة بنفي صدور عفو رئاسي عن وجدي غنيم، ثم نفجأ بان اسم وجدي غنيم مضمن في قرار مرسي بالعفو المنشور في الجريدة الرسمية!
المشكلة هنا ليست شخص وجدي غنيم و لا هل يستحق العفو ام لا
المشكلة هنا هو نفي فعل قام به الرئيس بدلا من مصارحة الشعب و شرح الحيثيات
مرور سفن حربية صينية في قناة السويس
و هذا مشابه لما حدث في أمر مرور سفن حربية صينية في قناة السويس، قيل انها متجهة الى سوريا، و قيل ايضا ان عليها قوات صينية لمساندة الاسد حربيا
اولا، لم يثبت ان هذه السفن رست في سوريا من الاساس، و لا ان حمولتها قوات او معدات حربية للاسد
ثانيا، حتى لو كان هذا هو الحال، فليس لمرسي ان يمنع مرور هذه السفن في القناة، لان اتفاقية القسطنطينية سنة 1888 م تمنع ذلك صراحة
و كون السفن مرت من قناة السويس ثابت في صحافة عالمية، مثلا جلوبال تايمز و بيبولز ديلي
و هناك اخبار عن مصادر عسكرية تنفي ان السفن توجهت لسوريا و انما للبحر الاسود لاوكرانيا و رومانيا
اما نفي الرئاسة فجاء مبهما، يقول ان الخبر "لا اساس له من الصحة" دون ان يفصل ان السفن عبرت ام لا، و هل توجهت لسوريا ام للبحر الاسود؟ و هذا يفتح الباب ان النفي لمجرد العبور في القناة بخلاف الواقع. لماذا لم يستخدم كلمات اكثر وضوحا؟
مرة اخرى، حتى لو كانت السفن متجهة لسوريا فمرسي لا يملك ان يمنعها
المشكلة في الاخفاء و عدم المصارحة، و استخدام قيادات الاخوان مثل حسن البرنس لنفس مبررات أيام مبارك بعد ان كانوا يعترضون ايامها
و هذا التبرير ليس بسئ في حد ذاته لانه يمثل تعامل بواقعية من داخل السلطة بدل من ترف المثالية المطلقة في المعارضة
عسى ان يتعلم الكل من هذا الموقف
الرد على برقية من شيمون بيريز
انتشر خبر ان مرسي رد على شيمون بيريز رئيس اسرائيل عندما هنأه بحلول رمضان فرد مرسي يشكره على التهنئة و ينتهز هذه الفرصة لتضافر الجهود من اجل السلام الخ
و انا لست ضد ان يتصل رئيس مصر ايا كان باسرائيل، فهي بلد لنا معها حدود مشتركة شئنا ام ابينا و طرف في القضية الفلسطينية و معابر غزة و غيرها، و بالتالي تجاهلهم او استعدائهم ليس في مصلحة احد
و لكن المشكلة في انكار الاتصال من الاساس و التعامل بازدواجية: في الخفاء يتصل و في العلن ينكر
الخبر في رويترز و المصري اليوم و
صحافة اسرائيل و منها هاارتس المعروفة باعتدال نسبي و مهنية عالية و عدم تحيز للحكومة
و ما ان نفت الرئاسة المصرية، حتى نشرت صفحة شيمون بيريز على فيسبوك صورة البرقية و اكدت الصحافة ان التراسل حدث، مثلا الفرنسية و يديعوت و البي بي سي و هاارتس
كما رفضت السفارة المصرية في تل ابيب التعليق على الخبر، بالرغم من انها همزة الوصل في اي تراسل بين البلدين
المشكلة مرة اخرى ليست الاتصال باسرائيل، بل في انعدام الشفافية، و ظن ان الازدواجية هي الحل
Most Comments
Most commented on articles ...